ايران توضح
دعم اليمنيين لفلسطين قرار مستقل ونسبته لإيران ”ادعاء مضلل” لصرف الأنظار عن جرائم أسرائيل

أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا شديد اللهجة، ردت فيه على الاتهامات الموجهة لطهران بشأن علاقتها بدعم الحوثيين في اليمن في استهدافهم لإسرائيل، مؤكدة أن تلك المزاعم ما هي إلا "ادعاءات باطلة ومضللة"، تهدف إلى صرف النظر عن جرائم الحرب الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
إيران تنفي.. وتصف التهم بالإهانة للشعب اليمني
وقال البيان الصادر مساء الأحد، إن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان لتحميل إيران مسؤولية خطوات الشعب اليمني، رغم أن هذه التحركات "نابعة من إرادة مستقلة ودافع إنساني وإسلامي لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم".
وجاء في نص البيان:
"نسبة الدعم اليمني لفلسطين إلى إيران هي إهانة لشعب مقاوم وصامد، ويكشف عن مدى العجز السياسي والإعلامي للولايات المتحدة وحلفائها أمام صمود الشعوب المستضعفة".
اتهامات إسرائيلية وردود تهديد
وكان الجيش الإسرائيلي قد أقر في وقت سابق اليوم بسقوط صاروخ باليستي أطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون في تل أبيب، في تطور ميداني خطير، حيث أفادت التقارير الإسرائيلية عن سقوط عدد من الإصابات وتعليق حركة القطارات في المطار ومحطاته المرتبطة بمدينة القدس.
وعقب الحادث، صعد بيني غانتس، زعيم حزب الوحدة الوطنية وعضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، من لهجته، مطالبًا برد مباشر على طهران. وقال في منشور له على منصة "إكس":
"هذه ليست اليمن، إنها إيران. إيران هي من تطلق الصواريخ على دولة إسرائيل ويجب أن تُحاسب على ذلك".
الخارجية الإيرانية: أمريكا ترتكب جرائم حرب في اليمن
في المقابل، حمّلت إيران الولايات المتحدة مسؤولية مباشرة عن استهداف المدنيين اليمنيين، قائلة:
"من خلال دعمها للإبادة الجماعية في غزة، دخلت واشنطن فعليًا في حرب ضد الشعب اليمني، وهي الآن ترتكب جرائم حرب باستهدافها منشآت مدنية وبنى تحتية في مدن يمنية عدة".
كما شددت طهران على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، مضيفة:
"الشعب الإيراني مصمم على الدفاع عن أمنه ومصالحه الوطنية بكل قوة، ونحمّل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة كامل المسؤولية عن أي تصعيد أو تهديد عسكري ضد إيران".
التوتر يتصاعد.. والمنطقة على حافة الانفجار
يأتي هذا التراشق الكلامي بعد أن شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في الضربات الصاروخية الموجهة من اليمن نحو إسرائيل، في وقت تشتد فيه الحرب في غزة وتتسع رقعتها لتشمل ساحات إقليمية جديدة، أبرزها اليمن والعراق وسوريا.
ويبدو أن الربط المباشر بين دعم الحوثيين لطهران بات يشكل محورًا خطيرًا في التصعيد الدبلوماسي والعسكري، مع تصاعد الدعوات في إسرائيل لردع إيران بشكل مباشر، وهو ما ينذر باتساع رقعة المواجهة لتشمل جبهات جديدة في الشرق الأوسط.
استقلالية القرار اليمني في دعم الفلسطينيين
رغم محاولات طهران التأكيد على استقلالية القرار اليمني في دعم الفلسطينيين، إلا أن الضغوط الإسرائيلية والأمريكية مستمرة في تحميل إيران المسؤولية. وبين التصريحات النارية، والصواريخ التي تخترق الأجواء، تظل المنطقة قاب قوسين أو أدنى من مواجهة شاملة، قد تنفجر في أي لحظة إذا لم يتم احتواء التوتر المتصاعد.
هل تتجه المنطقة فعلاً إلى صدام مباشر بين إيران وإسرائيل؟ أم أن الحرب بالوكالة ستظل الساحة المفضلة لتبادل الرسائل؟