الأزهر الشريف يواصل حملته لمكافحة المخدرات بندوة توعوية حاشدة في الأقصر تحت شعار ”لا للمخدرات”

في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها الأزهر الشريف بالتنسيق مع الجهات المعنية لحماية الشباب من خطر الإدمان والمخدرات، نُظمت ندوة توعوية مهمة بعنوان "لا للمخدرات" بمدرسة الثانوية بنات في محافظة الأقصر، ألقاها فضيلة الشيخ حرزالله عباس، الموجه بالأزهر الشريف، وسط حضور لافت من الطالبات والمعلمات.
الإدمان يدمر الأفراد ويقوض المجتمعات
وخلال الندوة، سلط فضيلة الشيخ حرزالله عباس الضوء على الأضرار الجسيمة التي تسببها المخدرات، موضحًا أنها لا تقتصر على تدمير صحة الإنسان، بل تمتد إلى تفكيك الأسر، وضياع مستقبل الشباب، وانتشار الجريمة، وانهيار القيم الأخلاقية.
وأكد فضيلته أن الدين الإسلامي يحرّم كل ما يذهب العقل ويضر بالنفس، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"كل مسكر خمر، وكل خمر حرام"،
محذرًا من رفقاء السوء الذين يمثلون البوابة الكبرى للوقوع في فخ التعاطي والإدمان.
دعوة للتمسك بالقيم والوعي الديني
وجه الشيخ عباس رسائل واضحة للطالبات، داعيًا إياهن إلى التمسك بالقيم الدينية والابتعاد عن المحرمات، والحرص على الصحبة الصالحة، والرجوع إلى الله في كل أمور الحياة، مؤكدًا أن الوقاية الحقيقية تبدأ من التربية الأسرية السليمة والوعي المجتمعي الجماعي.
كما دعا إلى تعزيز ثقافة الحوار داخل الأسر والمدارس، وإلى فتح قنوات التواصل مع الشباب لمساعدتهم على مواجهة ضغوط الحياة بعيدًا عن الطرق المظلمة.
إشادة من إدارة المدرسة ومشاركة فاعلة من الطالبات
شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الطالبات والمعلمات، حيث قُدمت أسئلة ومداخلات تعكس الوعي المتزايد بخطورة الإدمان في المجتمع. وفي ختام اللقاء، قدمت إدارة المدرسة الشكر الجزيل لفضيلة الشيخ حرزالله عباس، تقديرًا لجهوده المخلصة في نشر التوعية الدينية والاجتماعية، متمنين له دوام التوفيق، وأن يحفظ الله شباب مصر من كل مكروه وسوء.
جزء من الحملة القومية لمكافحة الإدمان
تُعد هذه الندوة جزءًا من سلسلة فعاليات موسعة أطلقها الأزهر الشريف بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، حيث تشمل ندوات وورش عمل تُقام في المدارس والجامعات ومراكز الشباب، بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر المخدرات وطرق الوقاية منها.
وتؤكد هذه المبادرات دور المؤسسات الدينية والتعليمية في بناء جدار وطني منيع ضد هذه الآفة الخطيرة، التي تهدد أمن المجتمع ومستقبل أجياله القادمة.
لا للمخدرات.. نعم للحياة
بهذه الرسالة الواضحة والمباشرة، يواصل الأزهر الشريف دوره الريادي في التوعية المجتمعية، مؤكدًا أن التصدي للمخدرات ليس مسؤولية الدولة وحدها، بل هو واجب ديني وأخلاقي على كل فرد في المجتمع.