الكاردينال تيموثي دولان ينتقد صورة ترامب بالزي البابوي: ”أمر غير جيد” ويتهرب من المطالبة باعتذار

في تعليق لافت يعكس استياء الفاتيكان وبعض أوساط الكنيسة الكاثوليكية، عبّر الكاردينال الأمريكي تيموثي دولان، كبير أساقفة نيويورك، عن انزعاجه من صورة تم توليدها بالذكاء الاصطناعي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو يرتدي زي البابا، مؤكداً أنها "لم تكن أمرًا جيدًا".
تعليق مقتضب... لكنه يحمل دلالة
جاء تصريح دولان خلال قداس أقيم في كنيسة بروما قبيل انطلاق الاجتماع المغلق المقرر الأربعاء المقبل، والذي سيختار فيه هو وكرادلة آخرون دون سن الثمانين خليفةً للبابا فرنسيس الذي توفي الشهر الماضي عن 88 عامًا.
ورداً على سؤال الصحفيين بشأن الصورة التي نشرها ترامب على منصته "سوشيال تروث"، ثم أعاد البيت الأبيض مشاركتها عبر "إكس" (تويتر سابقًا)، قال الكاردينال دولان:
"لم يكن الأمر جيدًا... آمل ألا يكون له (ترامب) أي علاقة بذلك".
رفض الإفصاح عن موقفه من الاعتذار
وعندما طُلب منه توضيح إن كان يشعر بـالإهانة شخصيًا أو كممثل للكنيسة، اكتفى بالقول:
"كما تعلم، لم يكن الأمر جيدًا"، مضيفًا بالإيطالية عبارة "بروتا فيجورا"، وهي تعبير شائع يُستخدم للدلالة على المواقف المحرجة أو التي تُظهر الشخص بمظهر سيئ.
كما تهرب دولان من الإجابة بشكل مباشر عن مدى وجوب حذف المنشور أو تقديم اعتذار رسمي من البيت الأبيض أو ترامب، مكتفيًا بتعليق مقتضب بالإيطالية:
"من يدري؟"، ورفض الإدلاء بمزيد من التصريحات.
الجدل: الذكاء الاصطناعي والرموز الدينية
الصورة التي أثارت الجدل تُظهر ترامب مرتديًا الزي البابوي الكامل، في لقطة تم توليدها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونُشرت بعد أقل من أسبوع على مشاركته في جنازة البابا الراحل.
ورغم أن ترامب ليس كاثوليكيًا ولا يُعرف عنه الانتظام في حضور الصلوات أو القداديس، فإن نشره للصورة في هذا التوقيت وإعادة نشرها من الحساب الرسمي للبيت الأبيض أثار تساؤلات بشأن نية الاستفزاز أو السخرية من الرمزية الدينية للكاثوليك، خصوصًا في وقت تستعد فيه الكنيسة لاختيار بابا جديد.
صمت البيت الأبيض وترامب.. حتى الآن
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي توضيح أو اعتذار رسمي من ترامب أو من البيت الأبيض، ما زاد من حدة الجدل داخل الأوساط الكاثوليكية، لا سيما في الولايات المتحدة، حيث تشكل الجالية الكاثوليكية واحدة من أكبر الطوائف الدينية، ولها ثقل انتخابي وسياسي مهم.
بابا جديد.. وظلال السياسة
يأتي هذا الجدل في وقت حساس داخل الكنيسة، حيث يستعد الكرادلة لاختيار "بابا التوازن"، كما يصفه البعض، وسط انقسام داخلي بين التيارات المحافظة والمعتدلة، إلى جانب التحديات المتزايدة المرتبطة بالتكنولوجيا، ووسائل الإعلام، والرموز الدينية.
عندما يصطدم الذكاء الاصطناعي بالإيمان
حادثة صورة ترامب بالزي البابوي تُعيد إلى الواجهة النقاش حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العام، وخاصة في ما يخص الرموز الدينية والسياسية الحساسة. وبين صمت رسمي من ترامب والبيت الأبيض، وتصريحات حذرة من الكاردينال دولان، يبقى الجدل مفتوحًا:
هل مجرد "صورة ساخرة" أم تعدٍّ على قدسية الإيمان؟