العدوان الإسرائيلي على سوريا يتصاعد
قصف عنيف يستهدف محيط القصر الرئاسي ومواقع عسكرية في عدة محافظات

شنّ الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة الموافق 2 مايو 2025، غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية سورية ومرافق حيوية، أبرزها محيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تمثل "تصعيدًا خطيرًا" ضد السيادة السورية وتجاوزًا صارخًا للقانون الدولي.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت عدة مناطق في دمشق وريفها، منها حرستا، التل، الكسوة، وجبل قاسيون، إضافة إلى غارات أخرى على مواقع عسكرية في محافظات حماة، درعا، اللاذقية، والسويداء. كما أفادت تقارير متطابقة بتحليق مكثف للطيران الإسرائيلي فوق الجنوب السوري، لا سيما في أجواء درعا والقنيطرة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الغارات استهدفت "المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع في دمشق"، في إشارة إلى القيادة الانتقالية التي خلفت نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد عقب الإطاحة به في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
استهداف دروز سوريا بذريعة الحماية
جاء التصعيد الإسرائيلي بعد ساعات من صدور بيانات من المراجع الدينية والفصائل المسلحة الدرزية في سوريا تؤكد فيها انتماء الطائفة إلى النسيج الوطني السوري، ورفضها القاطع لأي تدخل خارجي تحت شعار "الحماية". وقد اعتبر مراقبون أن هذه الغارات تمثل ضغطًا مباشرًا على القيادة الانتقالية الجديدة في دمشق، ومحاولة إسرائيلية لرسم حدود الصراع الداخلي في سوريا وفق أجندة إقليمية.
في هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان رسمي إن "الغارة الإسرائيلية تحمل رسالة واضحة للنظام السوري، مفادها أن إسرائيل لن تسمح بانتشار قوات جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأي شكل من الأشكال".
أهداف الضربات: من حرستا إلى مصياف
وفق ما نقلته مصادر عسكرية سورية ومواقع إعلام محلية، استهدفت الغارات الإسرائيلية الفوج 41 قرب حرستا، مستودعات مهجورة لإدارة المركبات في التل، معامل الدفاع في مصياف، كتيبة الدفاع الجوي في رأس الشعرة، الفوج 175 في ريف درعا، مواقع عسكرية في الشعرة بريف اللاذقية، فضلاً عن استهداف كتيبة صواريخ قرب موثبين، والتلول الحمر غرب درعا، ومحيط إزرع في ريفها الشرقي.
وقد أسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم أربعة مدنيين دروز لقوا مصرعهم جراء ضربة بمسيّرة إسرائيلية أصابت مزرعة في كناكر بمحافظة السويداء، بحسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
الرئاسة السورية ترد وتدين التصعيد
في أول رد رسمي، دانت الرئاسة السورية الغارات الإسرائيلية ووصفتها بأنها "اعتداء سافر على السيادة السورية وتصعيد خطير يستهدف مؤسسات الدولة"، مشيرة إلى أن "الهجوم يندرج ضمن مخطط مستمر لزعزعة الاستقرار الداخلي وتفاقم الأزمات الأمنية".
غضب شعبي وتنديد دولي متوقع
أثارت هذه الهجمات موجة غضب داخل الشارع السوري، خاصة في صفوف الطائفة الدرزية التي باتت تتعرض للابتزاز السياسي تحت ذريعة الحماية، فيما يتوقع مراقبون صدور مواقف دولية تدين التصعيد الإسرائيلي، الذي تزامن مع حالة من الانفلات الأمني جنوب سوريا نتيجة الانقسامات السياسية بعد سقوط النظام السابق.
طبيعة المرحلة القادما في ظل فراغ السلطة الذي يعيشه المشهد السوري
مع استمرار التحليق الإسرائيلي فوق الجنوب السوري وتوالي الغارات دون توقف، يبقى السؤال مفتوحًا حول طبيعة المرحلة القادمة، لا سيما في ظل فراغ السلطة الذي يعيشه المشهد السوري، وتحركات تل أبيب المتسارعة لفرض واقع جديد في جنوب سوريا.
تبقى الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد، ما لم يتم تفعيل جهود الوساطة الدولية لكبح جماح الغارات والعودة لمسار دبلوماسي يضمن سلامة المدنيين ووحدة الأراضي السورية.