نتنياهو يعترف: قصفنا هدفًا قرب القصر الرئاسي بدمشق لحماية الدروز.. وتحذير مباشر للنظام السوري !!

في تصعيد جديد يعكس عمق التدخل الإسرائيلي في الملف السوري، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فجر الجمعة أن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ غارة جوية استهدفت هدفًا قرب القصر الرئاسي في دمشق، في خطوة اعتبرها "رسالة واضحة للنظام السوري" لمنعه من تهديد الأقلية الدرزية.
وتُعد هذه ثاني ضربة إسرائيلية لسوريا خلال 48 ساعة فقط، ما يعكس تغيرًا في قواعد الاشتباك مع النظام السوري، لا سيما مع التطورات الطائفية الأخيرة.
"لحماية الدروز".. هكذا برر نتنياهو القصف
وفي بيان مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال نتنياهو:
"شنت إسرائيل الليلة الماضية غارة جوية قرب القصر الرئاسي في دمشق... هذه رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح بانتشار قواتكم جنوب دمشق أو بتهديد أبناء الطائفة الدرزية".
وأكدت مصادر عسكرية أن الطائرات الإسرائيلية قصفت هدفًا قريبًا من مقر إقامة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، دون الإفصاح عن طبيعة الهدف أو خسائره.
خلفية طائفية وارتباك داخلي
يأتي القصف في ذروة التوتر الطائفي الذي يضرب ضواحي دمشق، خاصة بعد اشتباكات دامية في بلدتي جرمانا وصحنايا بين مسلحين دروز وسنة، على خلفية تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، يُعتقد أن مصدره أحد أبناء الأقلية الدرزية.
وأدى ذلك إلى مقتل أكثر من 12 شخصًا وتمدد العنف خلال الأيام الماضية، وسط غياب أمني شبه تام.
وتسعى إسرائيل، بحسب محللين، إلى ترسيخ نفوذها في جنوب سوريا، عبر تبني خطاب الحماية للطائفة الدرزية التي تربطها علاقات تاريخية مع تل أبيب، خاصة في الجولان المحتل.
تدخل إسرائيلي مباشر بعد الإطاحة بالأسد
منذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، تعمل إسرائيل على فرض وجود عسكري واستخباراتي مباشر في جنوب وغرب سوريا، حيث دمرت عددًا من مخازن السلاح الثقيلة التابعة للجيش السوري، وضغطت على واشنطن لإبقاء النظام الجديد ضعيفًا.
في المقابل، يواجه الرئيس المؤقت أحمد الشرع صعوبات جمة في بسط سيطرته على البلاد، خصوصًا في ظل تصاعد العنف الطائفي، ومخاوف الأقليات من صعود الإسلاميين السنة الذين يسيطرون على المشهد الميداني.
غياب الرد السوري.. وصمت رسمي
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق بشأن الغارة الإسرائيلية، وسط تساؤلات عن مستقبل الردع السوري وقدرة النظام المؤقت على ضبط الحدود والسيادة.
ويخشى مراقبون أن تكون هذه الغارات مقدمة لتحركات عسكرية أوسع لإسرائيل في العمق السوري، خصوصًا مع إعلانها سابقًا "منطقة آمنة" بحجة حماية الأقليات.
رسالة سياسية وأمنية معقدة تحمل تهديدًا مباشرًا للنظام السوري الجديد
الغارة الإسرائيلية الجديدة ليست مجرد ضربة عسكرية، بل رسالة سياسية وأمنية معقدة تحمل تهديدًا مباشرًا للنظام السوري الجديد وتكشف عن استراتيجية إسرائيلية جديدة تقوم على التدخل الوقائي والطائفي في الشأن السوري، بذريعة "حماية الأقليات".
وفي ظل تصاعد الاحتقان الطائفي في محيط دمشق، تبدو سوريا مقبلة على مرحلة جديدة من التدخلات الخارجية والتحديات الأمنية، فهل يجد النظام المؤقت الدعم الكافي للرد؟ أم أن تل أبيب تمضي قدمًا في صياغة معادلة أمنية جديدة في المنطقة؟