أبو الغيط يحذر: تهديدات وجودية تضرب العالم العربي.. وانهيار منظومة القيم العالمية بعد حرب غزة

تحذير صريح من قلب الكويت.. أبو الغيط يكشف أعمق أزمات العرب
في خطاب شديد اللهجة، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من تحديات وجودية غير مسبوقة تواجه عدداً من الدول العربية، مهددةً كيانها ذاته.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي بدولة الكويت، ضمن زيارة رسمية التقى خلالها بعدد من كبار المسؤولين، من بينهم ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير الخارجية عبدالله علي اليحيا.
أبو الغيط: تغييرات عالمية عاصفة وصراع بين القوى الكبرى
قال أبو الغيط في محاضرته إن العالم يشهد مرحلة انعدام يقين وتغيرات متسارعة، موضحاً أن "عدم قابلية الأوضاع للتنبؤ" أصبح سمة العصر الراهن، في ظل عودة التنافس الدولي بقوة، وتحديدًا بين الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى.
وأشار إلى أن مرحلة الهيمنة الأمريكية بعد الحرب الباردة كانت لحظة عابرة في التاريخ، وأن الصراع هو الأصل في العلاقات الدولية، والواقع الحالي يعكس عودة منطق المصالح والصدامات.
تهديدات داخلية وخارجية تضرب الجسد العربي
وأوضح أبو الغيط أن المنطقة العربية واجهت انتكاسة كبيرة منذ أكثر من عقد من الزمان، نتيجة تداخل عوامل داخلية وخارجية، دفعت بعض الدول إلى حافة الانهيار، مؤكدًا أن هناك دولًا تواجه خطر الزوال أو التفكك الكامل.
واستعرض في كلمته نماذج من هذه التهديدات مثل:
-
الحروب الأهلية في سوريا واليمن وليبيا.
-
التفكك السياسي والانقسام الطائفي في العراق ولبنان.
-
الأزمات الاقتصادية التي تفاقمت بفعل انخفاض أسعار النفط وجائحة كورونا.
-
تغيرات مناخية مدمرة تضيف عبئًا جديدًا على اقتصادات المنطقة.
حرب غزة تفضح الازدواجية الغربية في القيم والمعايير
لم يُخفِ الأمين العام للجامعة العربية امتعاضه من ازدواجية المعايير الغربية التي كشفتها حرب غزة، واصفًا ما جرى بأنه اختلال خطير في ميزان القيم الإنسانية.
وأكد أن "الوحشية الإسرائيلية التي طالت المدنيين في قطاع غزة" لم تلقَ الإدانة المطلوبة، مشيرًا إلى أن صمت بعض الدوائر الغربية وازدواجية تعاملها مع القضايا الإنسانية عمّق الإحباط العربي وزعزع الثقة بالمجتمع الدولي.
زيارة الكويت تمهيدًا لقمة بغداد.. تنسيق عربي لمواجهة المرحلة
تأتي زيارة أبو الغيط إلى الكويت في إطار جهود الجامعة العربية لتوحيد المواقف وتنسيق الرؤى استعدادًا لـ قمة بغداد العربية القادمة، التي ستناقش أبرز الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها:
-
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
-
الوضع في سوريا واليمن وليبيا
-
التحديات الاقتصادية والأمنية في العالم العربي
وتسعى الجامعة إلى استعادة زخم التضامن العربي وتفعيل أدوات العمل المشترك في ظل هذه المرحلة التي وصفها أبو الغيط بـ"الحرجة والمصيرية".
نظرة مستقبلية: هل ينجح العرب في مواجهة التهديدات الوجودية؟
يبقى السؤال المطروح: هل يتمكن النظام العربي من مواجهة هذه التحديات الوجودية بتكتل حقيقي؟
بينما يراهن البعض على القمم المقبلة والجهود الدبلوماسية لتعزيز التعاون الإقليمي، يرى آخرون أن التهديدات الحالية تتطلب مقاربات غير تقليدية واستعدادًا حقيقيًا للإصلاح الداخلي، إلى جانب تحرك سياسي خارجي موحد لوقف التدخلات الأجنبية وتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار.