شاهدفيديو الحكام :بكاء وتهديدات.. حكام نهائي الكلاسيكو يردّون بقوة على هجوم ريال مدريد

شهد المؤتمر الصحفي الخاص بنهائي كأس ملك إسبانيا لعام 2025 مشاهد درامية غير معتادة، تمثّلت في بكاء الحكم ريكاردو دي بورغوس علنًا، وتهديد زميله حكم الفيديو غونزاليس فويرتيس باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجمات الإعلامية، خاصة من قناة ريال مدريد الرسمية.
برشلونة وريال مدريد، مساء السبت على أرضية ملعب "لا كارتوخا" بمدينة إشبيلية
المباراة المرتقبة التي ستجمع بين الغريمين التقليديين، برشلونة وريال مدريد، مساء السبت على أرضية ملعب "لا كارتوخا" بمدينة إشبيلية، لا تحمل فقط طابع التنافس الرياضي، بل باتت تشهد توترًا خارج الخطوط مع تصاعد حدة الانتقادات الموجهة للحكام.
قناة ريال مدريد، وقبل صافرة البداية بساعات، كثفت من هجماتها ضد التحكيم الإسباني، ونشرت عبر منصاتها الرسمية مقاطع فيديو تتهم الحكم الرئيسي للمباراة، ريكاردو دي بورغوس، بالتورط في ما وصفته بـ"فضائح تحكيمية" سابقة، في ما اعتُبر تحريضًا مباشرًا قبيل المباراة النهائية.
وفي مواجهة هذا التصعيد، ظهر دي بورغوس خلال المؤتمر الصحفي في محاولة للدفاع عن نفسه، مؤكدًا:
"أنا غير مبالٍ بهذه الهجمات. الانتقادات لا تستهدفني فقط، بل المؤسسة كاملة. أركز على تطوير نفسي فقط".
لكن الموقف اتخذ منحى أكثر إنسانية حين تحدث دي بورغوس عن ابنه قائلاً والدموع في عينيه:
"الأمر يصبح صعبًا جدًا عندما يذهب ابني إلى المدرسة ويُقال له إن والده لص. كل ما أفعله هو محاولة تعليمه أن والده أمين وشريف".
التحريض في الإعلام الرياضي تجاوز الحدود المقبولة
أما زميله غونزاليس فويرتيس، المسؤول عن تقنية الفيديو في اللقاء، فكان أكثر حدة، مشيرًا إلى أن ما يحدث من تحريض في الإعلام الرياضي تجاوز الحدود المقبولة:
"الهجوم الإعلامي ضدنا بدأ يؤثر على الحكام في الفئات العمرية الصغيرة. عندما يتحدث صحفيون عن السرقة، فإن هذا يولّد عنفًا نفسيًا وبدنيًا ضد الحكام الشباب".
وتابع فويرتيس بنبرة تهديد واضحة:
"لن نستمر في الصمت. لقد عقدنا اجتماعًا كبيرًا قبل أسابيع قليلة، وهناك وحدة بيننا لم يسبق لها مثيل. نحن نعمل على اتخاذ خطوات قانونية وإعلامية لمنع تكرار هذه التجاوزات. سنصنع التاريخ قريبًا، لأننا ببساطة لن نتحمل المزيد".
التصريحات المفاجئة من الحكمين تسببت في ردود فعل واسعة، واعتبرها كثيرون تحذيرًا غير مباشر لقناة ريال مدريد بضرورة وقف التحريض الإعلامي الذي قد يؤثر على سير العدالة في المباراة المنتظرة.
يُذكر أن الحكم ريكاردو دي بورغوس يُعد من أبرز الأسماء في التحكيم الإسباني، وأدار عدة مواجهات مصيرية في الدوري الإسباني، بينما يتولى فويرتيس إدارة غرفة "VAR" في أهم مباريات الليغا. ولكن تسليط الضوء على حياتهم الشخصية بهذه الصورة العنيفة من قِبل الإعلام، فتح الباب لنقاش أوسع حول مسؤولية الأندية ووسائل الإعلام في حماية منظومة التحكيم من التهديد والتشهير.
ولادة مرحلة جديدة من الانضباط الإعلامي في الكرة الإسبانية
مع توتر الأجواء قبل كلاسيكو الكأس، تسلط الأنظار ليس فقط على الأداء الفني للاعبين، بل أيضًا على سلوك الجماهير، ورد فعل الاتحاد الإسباني لكرة القدم على هذه التصريحات الجريئة. فهل نشهد ولادة مرحلة جديدة من الانضباط الإعلامي في الكرة الإسبانية؟ أم يستمر مسلسل التشكيك في الحكام وتحميلهم مسؤولية كل نتيجة؟ سؤال مفتوح ستجيب عنه الأيام القادمة.