الصباح اليوم
الإثنين 18 أغسطس 2025 11:49 مـ 23 صفر 1447 هـ
بوابة الصباح اليوم رئيس التحريرصلاح توفيق
سقوط محترف سرقة الأحذية من المساجد في القاهرة سكالوني يعلن قائمة الأرجنتين لمواجهتي فنزويلا والإكوادور في تصفيات كأس العالم 2026 تسجيل مسرب لجنرال إسرائيلي سابق يكشف دعوته لقتل 50 ألف فلسطيني في غزة كضرورة للأجيال القادمة فرانكو ماستانتونو جوكر ريال مدريد الجديد يسبب صداعًا إيجابيًا لتشابي ألونسو الحسين عموتة يدخل التاريخ بأسرع إقالة في الدوري الإماراتي عقب خسارة الجزيرة أمام خورفكان سقوط ”صدام” في قنا بعد مطاردة مثيرة من أبو دياب حتى طريق الفواخير خنقها أثناء العلاقة الزوجية .. جريمة تهز الهرم والنيابة تجدد حبس الزوج 45 يومًا صعود جديد للعملات الأجنبية ...سعر العملات اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025 في البنك الأهلي استقرار أسعار الفراخ البيضاء اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 بعد آخر زيادة موعد مباراة الاتحاد والنصر في كأس السوبر السعودي 2025 قمة كروية مرتقبة في هونغ كونغ الإعلام الإسرائيلي : مصر ترى غزة فخا ملغما وتكثف جهودها لوقف الحرب دون تحمل مسؤولية مباشرة محمد الجبالي يتهم فضل شاكر بسرقة لحن أغنيته يشعل مواقع التواصل

أسرار السياسة

استرداد القصر الرئاسي في السودان.. يكشف خيوط مؤامرة دولية ودعم خارجي لقوات الدعم السريع

القصر الرئاسي في الخرطوم
القصر الرئاسي في الخرطوم

أعلنت القوات المسلحة السودانية استرداد القصر الرئاسي في الخرطوم من قبضة قوات الدعم السريع، في واحدة من أكثر الضربات الرمزية والعسكرية التي وجهها الجيش منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. هذه الخطوة التي وصفت بأنها "استراتيجية" لم تكن مجرد انتصار ميداني، بل جاءت كاشفة لحجم المؤامرة التي تُحاك ضد السودان من أطراف إقليمية ودولية متعددة.

القصر الرئاسي.. أكثر من مجرد مبنى

القصر الرئاسي لا يُمثّل مجرد منشأة سيادية، بل هو رمز لهيبة الدولة، والسيطرة عليه تعني الهيمنة السياسية والمعنوية على العاصمة. ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع عليه في الأيام الأولى من الحرب، اعتُبر ذلك بمثابة ضربة قوية للشرعية الدستورية في السودان، ومحاولة لتكريس واقع سياسي جديد بالقوة المسلحة.

استعادة الجيش السوداني للقصر جاءت بعد معركة شرسة استمرت لأيام، استخدمت فيها طائرات مسيرة ومدفعية دقيقة، بالتوازي مع تقدم بري من محاور متعددة داخل الخرطوم وأم درمان.

خيوط المؤامرة: من يقف وراء الدعم السريع؟

استرداد القصر لم يكن مجرد نصر عسكري بل كشف النقاب عن شبكة دعم خارجي متشعبة. وبحسب مصادر عسكرية وسياسية سودانية رفيعة، فإن الدعم السريع يتلقى تمويلًا وتسليحًا وتخطيطًا استخباراتيًا من عدة دول إقليمية، يأتي في مقدمتها:

  • الإمارات: تتهمها مصادر سودانية بتوفير تمويل مالي سخي وغطاء سياسي للدعم السريع، خاصة بعد استضافة عدد من قياداته وتهريب الذهب السوداني عبر أراضيها.

  • إسرائيل: رغم تحفظها الرسمي، إلا أن معلومات مسربة تشير إلى وجود قنوات تواصل غير مباشرة مع قادة في الدعم السريع، ضمن ترتيبات جيوسياسية مرتبطة بالقرن الإفريقي والبحر الأحمر.

  • تشاد: تشير تقارير استخباراتية إلى أن حدودها أصبحت نقطة تسلل وتموين لقوات الدعم السريع، وسط صمت مريب من الحكومة التشادية.

  • نظام جنوب السودان: الذي يقال إنه غض الطرف عن تهريب أسلحة وذخائر عبر أراضيه، فيما يُعتقد أن هناك تنسيقًا سريًا مع فصائل مسلحة موالية لحركات التمرد السابقة.

  • القصر الجمهوري السوداني... لعنة «الخروج عنوة»

ماذا يعني استرداد القصر؟

هذا التقدم يعكس تحولًا في ميزان القوة داخل العاصمة الخرطوم، ويمثل صفعة قوية لحميدتي ومخططاته التي كانت ترمي إلى السيطرة على مفاصل الدولة وفرض أمر واقع على الطاولة السياسية.

سياسيًا، فإن هذه الخطوة:

  • تعيد الاعتبار للقيادة المركزية للجيش السوداني كممثل شرعي ووحيد للقوة السيادية.

  • تعزز موقف السودان إقليميًا ودوليًا وتمنح الحكومة المؤقتة ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات قادمة.

  • تضع الدول الداعمة للدعم السريع في موقف حرج أمام الرأي العام العربي والدولي.

ما خفي كان أعظم..

العديد من الملفات السرية المرتبطة بالقصر تم الكشف عنها بعد استعادته، بحسب تسريبات أولية، منها:

  • وثائق مسربة تكشف تورط جهات أجنبية في نقل أموال وأسلحة بطرق غير مشروعة.

  • تسجيلات صوتية تشير إلى ترتيبات لاغتيال قيادات عسكرية سودانية بارزة خلال المرحلة الماضية.

  • وثائق اتصال بين قيادات الدعم السريع ووسطاء في دول عربية وغربية.

حجم التآمر على وحدة السودان وسيادته

يمثل استرداد القصر الرئاسي السوداني نقطة تحول كبرى في الحرب الدائرة، ويكشف بوضوح حجم التآمر على وحدة السودان وسيادته. وبينما يحاول الجيش السوداني إعادة السيطرة الكاملة على العاصمة، يتضح أكثر من أي وقت مضى أن الصراع لم يكن داخليًا فحسب، بل هو حرب بالوكالة تخوضها قوى خارجية على أرض السودان.

ويبقى السؤال: هل يكفي استرداد القصر لإعادة السودان إلى طريق الاستقرار، أم أن المعركة الأكبر ما تزال في الأفق؟ زهل يتوقف الداعمون لتفتيت السودان عن عمهم لملبشيات الدعم السريع ؟