الصباح اليوم
الإثنين 18 أغسطس 2025 11:44 مـ 23 صفر 1447 هـ
بوابة الصباح اليوم رئيس التحريرصلاح توفيق
سقوط محترف سرقة الأحذية من المساجد في القاهرة سكالوني يعلن قائمة الأرجنتين لمواجهتي فنزويلا والإكوادور في تصفيات كأس العالم 2026 تسجيل مسرب لجنرال إسرائيلي سابق يكشف دعوته لقتل 50 ألف فلسطيني في غزة كضرورة للأجيال القادمة فرانكو ماستانتونو جوكر ريال مدريد الجديد يسبب صداعًا إيجابيًا لتشابي ألونسو الحسين عموتة يدخل التاريخ بأسرع إقالة في الدوري الإماراتي عقب خسارة الجزيرة أمام خورفكان سقوط ”صدام” في قنا بعد مطاردة مثيرة من أبو دياب حتى طريق الفواخير خنقها أثناء العلاقة الزوجية .. جريمة تهز الهرم والنيابة تجدد حبس الزوج 45 يومًا صعود جديد للعملات الأجنبية ...سعر العملات اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025 في البنك الأهلي استقرار أسعار الفراخ البيضاء اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 بعد آخر زيادة موعد مباراة الاتحاد والنصر في كأس السوبر السعودي 2025 قمة كروية مرتقبة في هونغ كونغ الإعلام الإسرائيلي : مصر ترى غزة فخا ملغما وتكثف جهودها لوقف الحرب دون تحمل مسؤولية مباشرة محمد الجبالي يتهم فضل شاكر بسرقة لحن أغنيته يشعل مواقع التواصل

المنوعات

ام عمر ها الستين عامًا تُطرد من بيت ابنها وابنتها وتبيت في محطة رمسيس.. ”فكما تدين تدان”

سيدة طردها اولادها
سيدة طردها اولادها

حياتي انتهت وأنا على قيد الحياة.. لم أكن أتصور أن تأتي لحظة أجد نفسي بلا مأوى" – بهذه الكلمات المليئة بالحزن، جلست السيدة أم علاء، البالغة من العمر 60 عامًا، على أحد مقاعد محطة رمسيس في ليل بارد وصامت، لا تدري إلى أين تذهب بعد أن أغلق أبناؤها أبوابهم في وجهها.

عندما يصبح أقرب الناس للك من الغرباء

أم علاء كانت تعيش حياتها مثل أي أم مصرية بسيطة، ضحّت بالكثير من أجل تربية أبنائها، حرمت نفسها من الطعام لتشبعهم، وسهرت الليالي بجوارهم في مرضهم، ودفعت دم قلبها لتعليمهم وتزويجهم، لكن النهاية كانت صادمة!

بعدما توفي زوجها قبل سنوات، وجدت نفسها وحيدة في شقة قديمة بالإيجار، بالكاد تستطيع دفع إيجارها القاسي مع الارتفاع الجنوني في الأسعار. وعندما عجزت عن تأمين لقمة العيش، قررت أن تلجأ لابنها الأكبر "علاء" ليكون لها السند بعد الله.

لكنها لم تتوقع أن تُقابل بجحود لم تتخيله في أسوأ كوابيسها..

ابنها طردها بلا رحمة: "مش هقدر أشيلك"

دخلت أم علاء بيت ابنها بثقل الحزن في قلبها، كانت تشعر بالخجل وهي تطلب منه أن يسمح لها بالبقاء معه بعد أن صارت عاجزة عن دفع إيجار شقتها.

لكن الصدمة كانت أكبر من أن تحتملها.. نظر إليها ابنها بجفاء، وقال لها:
"ماما، أنا مش هقدر أشيلك معايا، البيت صغير ومراتي مش مرتاحة للوضع"

لم تصدق أذنيها.. هذا هو الابن الذي حملته 9 أشهر، وأرضعته من دمها، وسهرت على راحته طوال عمرها، والآن أصبح وجودها عبئًا ثقيلًا عليه؟!

لم يكن أمامها إلا اللجوء لابنتها "منى"، ظنّت أن قلب ابنتها سيكون أكثر حنانًا من قلب ابنها، لكنها كانت مخطئة مرة أخرى.

بنتها تضع لها حدًا: "يومين بس وبعدين لازم تمشي"

ذهبت أم علاء محملة بآمال خائفة، طرقت باب ابنتها وهي تأمل أن تجد ملاذًا آمنًا في بيتها، ولكن..

ابنتها استقبلتها، لكن بفتور، وأخبرتها بوضوح:
"ماما، أنا عندي التزامات، مش هقدر أقعدك معايا أكتر من يومين، وبعد كده لازم تلاقي حل"

كان كلامها كسكين يغرس في قلبها، لكنها حاولت أن تتماسك، وقبلت المبلغ البسيط الذي أعطته لها ابنتها وكأنها تتخلص منها بأموال صدقة، ثم غادرت والدموع تسيل على وجهها بصمت المقهورين.

محطة رمسيس.. والليل البارد في وجه أم فقدت كل شيء

لم تجد أم علاء أمامها سوى محطة رمسيس، المكان الذي طالما مرت به مسافرة لأبنائها محملة بالخير والرزق، لكنها الآن مسافرة دون وجهة، تجلس وحيدة على أحد المقاعد الباردة، لا تدري إلى أين تذهب أو ماذا تفعل؟

ليل قارس، ومطر خفيف يتساقط، والمارة يمرون دون أن ينتبهوا لهذه الأم المكسورة التي تجلس وحيدة، ترتجف من البرد والخذلان.

نظراتها التائهة كانت تبحث عن إجابة لسؤال واحد: "كيف انتهى بي المطاف هنا؟ كيف أصبحت بلا بيت، بلا سند، بلا أبنائي؟!"

"كما تدين تدان".. هل سيواجه أبناؤها نفس المصير؟

تذكرت حديث الرسول ﷺ: "بِرُّوا آبَاءَكُمْ يَبِرُّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ"، فكما تركها أبناؤها في الشارع بلا رحمة، فإنهم سيواجهون نفس المصير يومًا ما، لأن الجزاء من جنس العمل.

هناك دروس قاسية في الحياة، وأحدها أن العقوق لا يمر دون حساب، لا في الدنيا ولا في الآخرة.

هل سيدرك "علاء" و"منى" خطأهما عندما يكبران ويحتاجان لمن يرعاهما؟
هل ستتكرر القصة معهم؟ أم أن الله سينصف "أم علاء" في حياتها؟

رسالة إلى كل ابن وابنة.. قبل فوات الأوان

إن كنت تقرأ هذه القصة، فاسأل نفسك: هل تعامل والديك كما يجب؟ هل تهتم بهما عندما يكبران ويحتاجان إليك؟ أم أنك تراهم عبئًا ثقيلًا على حياتك؟

لا تنتظر حتى يختفي والداك من حياتك لتندم على كل لحظة لم تمنحهم فيها الحب والاهتمام.. لأنك يومًا ما ستذوق نفس الألم.

"أين يذهب الآباء عندما يخذلهم أبناؤهم؟!"