الجيش السوداني يؤمن محيط مصفاة الخرطوم وسط صعوبات إطفاء الحرائق المشتعلة منذ أيام

تعيش مصفاة الخرطوم للنفط، الأكبر في السودان، وضعًا مأساويًا حيث تشتعل فيها النيران منذ خمسة أيام، مع استمرار الصعوبات في السيطرة على الحريق نتيجة نقص مواد الإطفاء. وأكد الجيش السوداني أن محيط المصفاة أصبح آمنًا بالكامل بعد سيطرة القوات المسلحة على المنطقة، والتي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.
تأمين المصفاة بعد معارك عنيفة
أعلن العميد جعفر محمد الشيخ، قائد قوات تحرير المصفاة، أن المنطقة المحيطة بالمصفاة باتت خالية من وجود قوات الدعم السريع. وأشار إلى أن القوات السودانية أكملت تطهير المناطق من أبو حليمة وحتى المصفاة شمال الخرطوم بحري، بعد عمليات تمشيط أسفرت عن ضبط أسلحة وذخائر، إضافة إلى القبض على عدد من عناصر قوات الدعم السريع مختبئين بين الأشجار وداخل المنازل.
وأكد الشيخ أن الجيش سيعمل على تأمين المصفاة لضمان عمل الفرق الهندسية داخل المنشأة، مشددًا على أن قوات الدعم السريع لن تتمكن من العودة إلى المنطقة.
تفاصيل الحريق الأكبر في المصفاة
أوضح هشام محمد بابكر، المدير العام بالإنابة لمصفاة الخرطوم، أن الحريق الحالي يعد الأكبر منذ اندلاع الحرب، إذ تسبب في انتقال النيران من مستودعات النفط الخام إلى وحدات الإنتاج. وأشار إلى أن وحدة الدفاع المدني بالمصفاة تعاني من نقص حاد في مواد الإطفاء، مما جعل السيطرة على الحريق أمرًا صعبًا.
وأشار بابكر إلى أن أعمدة الدخان الكثيفة ما زالت تتصاعد، بينما تدفق خام النفط بشكل كبير على أرضية المنشأة. كما أكد أن المصفاة بحاجة إلى إعادة تقييم هندسي لتحديد الأضرار ومدى جاهزيتها للعمل مرة أخرى.
الآثار المترتبة على الأزمة
تغطي مصفاة الخرطوم نحو 66% من احتياجات السودان من الوقود، وهو ما يجعلها ذات أهمية استراتيجية كبرى. وتعرضت المصفاة لأضرار كبيرة بسبب المعارك، حيث اضطرت إدارة المصفاة للتخلص من الغاز لتجنب خطر انفجاره، بينما استهلكت قوات الدعم السريع الوقود المخزن، ما دفع الجيش إلى قصف المستودعات لقطع الإمدادات عن تلك القوات.
تبادل الاتهامات بين الطرفين
تبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بشأن التسبب في الحرائق المتكررة في المصفاة. ففي حين اتهم الجيش الدعم السريع باستغلال الوقود المخزن وإشعال الحرائق عمدًا، نفت الأخيرة هذه الادعاءات، متهمة الجيش باستخدام العنف المفرط في محيط المنشأة.
نبذة عن مصفاة الخرطوم
تأسست شركة مصفاة الخرطوم السودانية المحدودة عام 1997، وبدأت عملياتها التشغيلية في عام 2000 بطاقة تصميمية تبلغ 100 ألف برميل يوميًا. وتعد المصفاة أحد الأعمدة الأساسية لتلبية احتياجات السودان من الوقود.
يتداخل الصراع العسكري مع الأزمات الاقتصادية.
تعكس أزمة مصفاة الخرطوم الوضع المتأزم في السودان، حيث يتداخل الصراع العسكري مع الأزمات الاقتصادية. وبينما يعمل الجيش السوداني على تأمين المنطقة، يبقى السؤال حول مدى إمكانية إعادة تشغيل المصفاة وتأمين احتياجات الوقود في ظل الظروف الحالية.