شهامة أمين الشرطة المهدى عبد الستار: قصة إنسانية تهز القلوب وتؤكد أن الدنيا ما زالت بخير

في زمن يعج بالأحداث الصعبة والقصص المحبطة، تبرز أحيانًا مواقف إنسانية تنعش القلوب وتعيد الثقة في الخير المتأصل في نفوس البعض. واحدة من هذه القصص البطولية هي حكاية أمين الشرطة المهدى عبد الستار، الذي أثبت أن رجال الشرطة ليسوا فقط حماة القانون، بل أيضًا حماة للإنسانية.
البداية: دموع عجوز خلف القضبان
بدأت القصة عندما كان الأمين المهدى عبد الستار يقوم بواجبه بتأمين مجموعة من المتهمين أثناء نقلهم للعرض على النيابة. كان من بين المتهمين رجل مسن تجاوز السبعين من عمره، تنهمر الدموع من عينيه.
توجه الأمين إلى الرجل وسأله بحنو: "تهمتك إيه يا حج؟". رد العجوز بحزن: "كنت ضامن زوج بنتي في إيصال أمانة، لكنه هرب ولم يدفع، وصاحب الإيصال رفعه عليا. المحكمة حكمت عليَّ بثلاث سنين سجن."
حينما سأله عن قيمة المبلغ المطلوب، أجاب العجوز بصوت مكسور: "15 ألف جنيه."
شهامة رجل الأمن
لم يستطع الأمين المهدى الوقوف مكتوف الأيدي أمام هذا الموقف الإنساني. تحركت شهامته على الفور واتصل بأصدقائه وزملائه في قسم الشرطة، طالبًا منهم التبرع بأي مبلغ، ولو كان بسيطًا، لسداد دين الرجل العجوز. كما قام بالاتصال ببعض أهل الخير من بلدته في دكرنس، مستغلًا علاقاته الشخصية لجمع التبرعات.
خلال أيام قليلة، تمكن الأمين من جمع المبلغ المطلوب بالكامل، وسدد الدين عن الرجل العجوز.
لحظة الحرية
بعد سداد المبلغ، توجه الأمين إلى زنزانة الرجل وفتح الباب قائلًا له: "الحمد لله، تم سداد مديونتك، وأنت اليوم حر طليق."
لم يصدق الرجل المسن ما يسمعه. انهمرت الدموع من عينيه، ولكن هذه المرة كانت دموع فرح وامتنان. وجد نفسه أمام مثال حقيقي للإنسانية والشهامة، وشعر بأن الخير لا يزال موجودًا في هذا العالم.
رسالة أمل من قلب الموقف
قصة الأمين المهدى عبد الستار ليست مجرد حادثة عابرة؛ إنها درس لكل رجل أمن، ولكل إنسان، عن دور الرحمة والتكافل في المجتمع. هي رسالة تؤكد أن عمل الشرطة لا يقتصر على فرض القانون، بل يشمل أيضًا حماية الكرامة الإنسانية وتقديم العون لمن يحتاجه.
هذه القصة الإنسانية تعكس الوجه الحقيقي لرجل الشرطة الشريف، الذي يضع مخافة الله نصب عينيه، ويسعى لنشر الطمأنينة بدلًا من الرعب، والمساعدة بدلًا من المساومة.
دعوة للتقدير والاقتداء
ختامًا، يجب أن تُسلط الأضواء على مثل هذه النماذج المشرفة من رجال الشرطة، الذين لا يبحثون عن الشهرة أو المكافآت، بل يعملون بضمير حي وإخلاص. كل التحية والتقدير للأمين المهدى عبد الستار ولكل من يسير على دربه من رجال الأمن.
هذه المواقف تجعلنا نتوقف لحظة لنقول: الدنيا ما زالت بخير، بفضل هؤلاء الأشخاص الذين يجعلون العالم مكانًا أفضل.