الصراع الداخلي في القوات الخاصة البريطانية: أزمة غير مسبوقة تهدد التماسك

يشهد الجيش البريطاني أزمة داخلية عميقة داخل صفوف قواته الخاصة، حيث تصاعدت الخلافات بين قوات الخدمات الجوية الخاصة (SAS) وخدمة القوارب الخاصة (SBS) إلى مستويات خطيرة. الأزمة تتمحور حول اتهامات خطيرة بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق حوالي 80 مدنيًا أفغانيًا بين عامي 2010 و2013، وفقًا لما كشفته صحيفة التليغراف البريطانية.
التنافس التاريخي بين SAS وSBS
لطالما كان هناك تنافس قوي بين الوحدتين، اللتين تُعتبران جزءًا من "المنظمات ذات الأولوية" في الجيش البريطاني إلى جانب فرقة الاستطلاع الخاصة (SRR).
- أفراد SAS يُعرفون بـ"محبي الشهرة"، بسبب نسب نجاحات عمليات لم يشاركوا فيها إليهم.
- أما أفراد SBS، فيُطلق عليهم أفراد SAS ألقابًا ساخرة مثل "خدمة القوارب المهتزة" أو Shakies.
اتهامات بجرائم حرب في أفغانستان
الأزمة الحالية تفجرت نتيجة اتهامات وجهها أفراد من SBS إلى نظرائهم في SAS بارتكاب جرائم حرب في أفغانستان أثناء ملاحقة طالبان.
- الاتهامات تشمل القتل الميداني المنهجي والاعتماد على "عدد القتلى" كمقياس للنجاح.
- تحقيقات تجري برئاسة القاضي هادن-كيف، تتضمن شهادات عن عمليات إعدام بوسائل مروعة، مثل استخدام وسادة لتغطية رأس الضحية قبل إطلاق النار.
الجدل حول مصداقية الاتهامات
رغم خطورة الاتهامات، يرى منتقدون، مثل المحارب السابق جيمس ديغان، أن المزاعم نابعة من الغيرة المهنية وتفتقر إلى أدلة ملموسة.
- الشهود الرئيسيون لم يكونوا حاضرين أثناء وقوع الجرائم المزعومة.
- التوترات تعود إلى قرارات القيادة خلال ذروة "الحرب على الإرهاب"، حيث انتقلت قيادة العمليات السرية في أفغانستان إلى SAS عام 2009، مما أثار استياء SBS.
الأزمة داخل القوات الخاصة
الخلافات بين الوحدتين ليست وليدة اللحظة، لكنها تفاقمت بشكل غير مسبوق:
- في العراق، تولت SAS قيادة ملاحقة تنظيم القاعدة وحققت نجاحات بارزة عبر وحدة Task Force Black.
- في أفغانستان، كانت SBS في طليعة العمليات السرية، لكن الانتقال المفاجئ للقيادة إلى SAS أحدث توترًا كبيرًا.
تداعيات هذه الخلافات بلغت حد "انهيار الثقة بالكامل"، وفقًا لتصريحات أحد الرقباء السابقين في SAS.
التداعيات المحتملة
تواجه القوات الخاصة البريطانية خطرًا كبيرًا:
- تأثير سلبي على السمعة: الاتهامات والتحقيقات قد تؤثر على صورة القوات الخاصة عالميًا.
- ضعف الفعالية القتالية: الصراع الداخلي يهدد بتقويض التنسيق والفعالية في العمليات.
- تحديات إصلاح القيادة: الحاجة إلى تدخل جذري لإعادة بناء الثقة بين الوحدتين.
-
أزمة داخلية غير مسبوقة تهدد تماسكها وفعاليتها
تمر القوات الخاصة البريطانية بأزمة داخلية غير مسبوقة تهدد تماسكها وفعاليتها على المدى الطويل. وبينما تكافح القيادة لحل هذه التوترات، يبقى السؤال مفتوحًا حول تأثير هذه الأزمة على مستقبل هذه الوحدات الحيوية في الجيش البريطاني.