سعيد محمد أحمد يكتب : سوريا الجديدة .. بين المخاطر - الحلقة الثانية والأخيرة

وتبقى شروط واشنطن لقبول الإدارة الجديدة في دمشق مرهونة برغبتها فى حرمان تركيا من الاستحواذ على معظم المكاسب من وراء سقوط النظام السورى، سواء مشروعها الانتقامى من الاكراد من قوات سوريا الديمقراطية " قسد "، وهو ما يعزز تطور الاحداث والتوقعات فى المنطقة لما بعد تجربه ومرحلة "ابو محمد الجولاني،"،والتى يراها الكثير من الخبراء بأنها لن تطول كثيرا فى ظل غياب الفراغ السياسي وغياب الامن وعدم القدرة على توحيد كافة التنظيمات الارهابية المسلحة فى جهاز أمنى موحد له قدرة السيطرة على الجميع بنزع السلاح من كآفة التنظميات المسلحة وعدم وجود السلاح خارج نطاق الدولة، وهو أمر قد يكون صعبا ومعقدا فى تلك المرحلة الحساسة وما يرتبط بها من تطورات سريعة وغير مستقرة وربما قد تستغرق وقتًا أطول عمرًا من عمر الحكومة الانتقالية لثلاثة أشهر فقط.
وربما قد تكون المنطقة عرضة للتغيير مع بدايات العام المقبل مع وصول الرئيس دونالد ترامب رسميًا لرئاسة الولايات المتحدة وكيفية تعامله مع تلك الازمات الطارئة فى ظل توقعات ببداية المقاومة الشعبية لإسرائيل نتيجة انتهاكها للسيادة السورية فى ظل تغاضى هيئة تحرير الشام عن تلك الانتهاكات دون ابداء اى اهتمام حتى ولو ببيان يحفظ ماء وجه المسؤلين اداره الحكم فى سوريا .
ومع قدوم اردوغان الى سوريا الاسبوع المقبل واداءه لصلاه الجمعة بالمسجد الاموى الكبير ، طالب فى تصريحات لاعضاء حزبه الحاكم أن على المسلحين الأكراد في سوريا إلقاء أسلحتهم وإلا "سيدفنون" في الأراضي السورية، فى ظل استمرار الاشتباكات المسلحة بين قوات سوريا الديمقراطية"قسد" والتنظيمات المسلحة المدعومة من تركيا فى شمال شرق سوريا .
فيما تواجه سوريا العديد من التحديات، مع وصول هيئة تحرير الشام الى السلطة بقياده ابو محمد الجولانى احمد الشرع فى كيفية فرض سيطرتها الامنية واحداث حالة من الامن والاستقرار والتى لم تدم سوى عدة ايام لتدخل فى نفق من عدم الاستقرار الامنى واستهداف بعض الطوائف فى الانتقام منها نتيجة سلوكيات خاطئة من قبل بعض العناصر المسلحة والغير منضوية تحت سلطة جيف النصرة باستخدام لغة الانتقام والاستعلاء والكراهية لتلك العديد من الأقليات فى الساحل السورى وأبسطها ما تعرضت له شجرة الميلاد فى مدينة حماه .
كما تواجه هيئة تحرير الشام احمد الشرع الجولانى ايضا تحديات فى كيفية رؤيتها الحقيقيةلبناء دولة بكامل مؤسساتها العسكرية والامنية وكيفية اشراك او قبول جنسيات اجنبية فى الانتماء لها ومدى قانونية ذلك، وهل ما يتم اتخاذه من اجراءات يحظى بالشرعية الشعبية؟ !! .
وماذا عن كتابة دستور جديد ومن سيقوم بكتابه الدستور ومتى وماهى الضمانات التى ستراعى أهمية التنوع العرقي والطائفي والمذهبي ؟
وهل تملك هيئة تحرير الشام ان كانت هى التى تحكم بالفعل الحد الادنى من سيطرة القوى الإقليمية والدولية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب سوريا؟!!
وما مدى حقيقة ودوافع هيئة تحرير الشام وقدرتها فى حل التنظيمات الإرهابية المتنوعه الاهداف والمشارب ونزع اسلحتها المتنوعة وتشكل تهديداً للأمن والاستقرار وقواعد دمجها ومدى ارتباط كل ذلك بتحقيق العدالة الانتقالية .
تحديات معقدة تقتضى نجاح الحكومة الانتقالية ان صدقت أقوالها بأفعالها على الارض وفى قدرتها على التغلب على تلك التحديات، وبما يحقق المستقبل الذى يأمله السوريون والعرب والغرب فى ان تكون سوريا دولة مدنية موحدة علمانية ديمقراطية, وتحظى بالتوافق الوطنى بين القوى الوطنية المعارضة والمكونات السورية والثقافية عبر بناء الثقة المتبادلة بين مختلف المكونات السورية ووفق مبداء قبول الاخر، والا الفشل يكون بابًا امام تقسيم سوريا .
ويبقى مستقبل سوريا مرهونا بما قدمه احمد الشرع من اوراق اعتماده للعالم الذى لا زال ينظر اليه بقدر كبير من الشكوك فى تطبيق اقواله الى افعال وبمنطق التكيف والاستجابة على الارض بعيدا عن لغة الانتقام ونشر السلام الاجتماعى وحق الجميع فى المواطنة.
من العرب، الأكراد، السنة، الشيعة، العلويين الدروز، الأرثوذكس، الكاثوليك، السريان، الآشوريين، الكلدان واليهودــ العمل معاً لبناء مستقبل أفضل لبلادهم.