الإخوان.. جماعة أدمنت الكذب وفقدت البوصلة: صدام مع قرار ترامب يكشف إفلاسها السياسي
في الوقت الذي يشتعل فيه العالم بالتحولات، وتعيد فيه القوى الكبرى رسم خرائط النفوذ في الشرق الأوسط، تواصل جماعة الإخوان المسلمين الدوران في الحلقة ذاتها: خطاب قديم، روايات مفبركة، وإنكار كامل لحقيقة أنها خرجت من التاريخ بفعل قرارات قياداتها خلال العقد الماضي.
فور إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف بعض فروع الإخوان كمنظمات إرهابية، انفجرت المنابر الإعلامية التابعة للجماعة، وتحوّل الخطاب التقليدي المعروف — القائم على الشكوى والتجييش والتهديد بالقضايا — إلى نسخة جديدة من فوضى البيانات التي لم يعد أحد يأخذها بجدية.
جبهات الإخوان.. ردود مُكررة بلا تأثير
أصدرت جبهة لندن برئاسة صلاح عبدالحق بيانًا ناريًا، مليئًا بالاتهامات للولايات المتحدة، والتحذيرات القانونية، ومحاولات الإيحاء بأن الجماعة ما زالت تمتلك قواعد نفوذ تستطيع عبرها الضغط على الإدارة الأمريكية.
لكن الحقيقة أن هذه الجبهة، مثل غيرها، أصبحت تعيش على هامش المشهد السياسي العالمي، بعدما فقدت الجماعة شبكاتها وتأثيرها وقدرتها على الحشد في الدول الغربية.
جبهة لندن لوّحت بـ"التصعيد القانوني" ضد قرار ترامب، ووصفت الخطوة بأنها "سابقة خطيرة"، لكنها تجاهلت واقعًا واضحًا:
لم يعد هناك دولة غربية كبرى مستعدة للدفاع عن الإخوان بعد انكشاف دورهم في تمويل التطرف وتغذية الصراعات الداخلية في الشرق الأوسط.
اجتماعات طارئة.. ولكن لحماية الأموال لا لمواجهة القرار

كشفت مصادر مطّلعة عن اجتماعات داخلية بين قيادات الجبهة في لندن — عصام عبدالشافي، أسامة سليمان وغيرهما — لمناقشة كيفية حماية أصول الجماعة في أوروبا والمنطقة، خوفًا من ملاحقة مالية واسعة قد تطال شبكاتهم التي تعمل تحت واجهات خيرية واقتصادية.
وهذا وحده يكشف ما لا تريد الجماعة الاعتراف به:
معركتهم ليست سياسية أو فكرية… بل معركة أموال وشبكات تمويل.
إسطنبول والتغيير.. خطاب "الضحية" المعتاد
مكاتب الإخوان في إسطنبول (محمود حسين) والتغيير (محمد منتصر) أصدرت بيانات مشابهة، زعمت فيها أن القرار الأمريكي يستهدف "الإسلام السياسي" دعمًا لإسرائيل، وأنه "مسيس" ولا يستند إلى أدلة.
والعجيب أن هذه الجبهات تكرر نفس النص كلما خسرت معركة سياسية… بينما الجمهور، في المنطقة وخارجها، أصبح يدرك أن الجماعة فقدت قدرتها على التأثير منذ أن اختارت طريق العنف والصدام بعد 2013.
ترامب: الإخوان خطر على الأمن القومي الأمريكي

البيت الأبيض نشر تفاصيل القرار، فجاءت بلغة واضحة لا تحتمل التأويل:
-
الإخوان شبكة عابرة للحدود تُغذي الإرهاب.
-
بعض فروع الجماعة شاركت في الهجمات بعد 7 أكتوبر.
-
قيادات إخوانية حرّضت على العنف ضد مصالح الولايات المتحدة.
-
الهدف هو تجفيف منابع التمويل وإعاقة تحركات الفروع المسلحة.
هذه ليست ادعاءات سياسية… هذه معلومات مبنية على تقارير استخباراتية أمريكية وغربية.
قرقاش: قرار شجاع يعالج جذور التطرف
وفي مقابلة مع شبكة CNN، وصف المستشار الرئاسي الإماراتي الدكتور أنور قرقاش قرار ترامب بأنه:
"قرار استراتيجي وشجاع وتاريخي يعالج أحد الجذور الرئيسية للتطرف."
وأكد أن الجماعة تستخدم الدين كأداة سياسية، وأن تصنيفها سيضرب قدرتها على التمويل والتنظيم والسيطرة على المساجد.
كما أشار قرقاش إلى أن ارتباط الإخوان بالجيش السوداني خلال الحرب الدموية الأخيرة أصبح خطرًا مباشرًا على استقرار الخرطوم والمنطقة بأكملها.
الإخوان.. من صعود عالمي إلى عزلة دولية
خلال عشر سنوات فقط، انتقلت الجماعة من:
-
حضور سياسي في عواصم العالم
-
دعم غربي في ملفات الديمقراطية
-
مساحة للتأثير في الإعلام والمنظمات
-
شبكات اقتصادية ضخمة
إلى:
-
هروب وملاحقات أمنية
-
انقسام داخلي حاد بين لندن وإسطنبول
-
انهيار مؤسسات التمويل
-
فقدان التأثير الشعبي
-
تصنيف رسمي بالإرهاب من دولة كبرى مثل الولايات المتحدة
خسائر بهذا الحجم لا يصنعها إلا سوء الإدارة وفشل القيادة — وهذا ما حدث خلال آخر 10 سنوات.
جماعة خارج التاريخ… ولا تريد الاعتراف
رغم كل الحقائق، تصر الجماعة على:
-
إنكار أخطائها
-
تصوير نفسها كضحية
-
إطلاق روايات مكذوبة
-
الهجوم على كل دولة تختلف معها
لكن المشكلة الكبرى ليست فيما تفعله… بل في أنها ما زالت تعتقد أنها لاعب رئيسي في المنطقة بينما تحولت فعليًا إلى أثر سياسي باهت.
الإخوان الآن أمام لحظة تاريخية:
إما مواجهة الحقيقة المؤلمة، أو الاستمرار في وهم "المظلومية المؤبدة" حتى تختفي تمامًا من المشهد العربي والدولي.




