المصائب لا تأتي فرادى.. رمضان صبحي بين اتهامات التزوير وقرار الإيقاف الدولي: ملف يشتعل قبل مثوله أمام القضاء
تحوّل اسم رمضان صبحي—النجم السابق للأهلي وبيراميدز ولاعب المنتخب الوطني—إلى محور قضايا متلاحقة، قضائية ورياضية، تهدد مستقبله الكروي، وسمعته المهنية على حد سواء.
فبعد شهور من الجدل، جاء القرار الصادم من المحكمة الرياضية الدولية (كاس)، مُعلنة إيقاف اللاعب أربع سنوات بسبب تلاعب في عينة المنشطات… ليشتعل المشهد أكثر مع فتح ملف تزوير جديد داخل مصر، قد يضع اللاعب أمام محاكمة جنائية محلية.
ومثلما يقول المثل: "المصائب تأتي مجتمعة"… فإن ما يحدث مع رمضان صبحي اليوم يختبر أصعب مرحلة في مسيرته منذ ظهوره الأول عام 2015.
أربع سنوات من الإيقاف.. قرار «كاس» الذي قلب الطاولة
البداية كانت بإعلان المحكمة الرياضية الدولية (CAS) قرارًا نهائيًا بإيقاف رمضان صبحي لمدة أربع سنوات، بعد ثبوت تلاعبه في عينة المنشطات، خلال تحقيقات امتدت أشهرًا بين مصر والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (WADA).
كيف بدأت الأزمة؟
-
في يوليو 2024، أعلنت المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات براءة اللاعب، معتبرة أن العينة “غير مؤكدة”.
-
لكن الوكالة الدولية وادا لم تقتنع بالنتائج المصرية، وطعنت رسميًا أمام “كاس”.
-
بعد مراجعة مستندات مطولة، قررت المحكمة أن هناك تلاعبًا مباشرًا في إجراءات العينة، ما يعنى مخالفة الفقرة الخاصة بـ “Tampering” وهي من أخطر المخالفات في لائحة المنشطات.
-

مصدر داخل المنظمة المصرية قال لـوكالة الأنباء الألمانية:
"تلقينا إخطارًا رسميًا بإيقاف رمضان صبحي، وسيتم إخطار اتحاد الكرة وناديه بيراميدز ووزارة الرياضة."
الإيقاف لمدة أربع سنوات يعني أن اللاعب خارج الملاعب حتى 2029، أي في وقت يكون فيه قد فقد سنواته الذهبية عمليًا.
ملف التزوير.. أزمة جديدة تضع اللاعب أمام القضاء المصري
وكأن قرار الإيقاف لم يكن كافيًا، حتى بدأت تتصاعد في مصر اتهامات بالتزوير مرتبطة بالملف نفسه، سواء في إجراءات الدفاع أو المستندات المقدمة للجان التحقيق، وهو الأمر الذي قد يدفع جهات التحقيق المصرية لفتح قضية جنائية مستقلة.
أين ظهر التزوير؟
وفق مصادر رياضية وقانونية:
-
هناك مستندات محل شك قُدمت أثناء الدفاع عن اللاعب.
-
بعضها يتعلق بطريقة استخراج تقارير من مراكز تحاليل خاصة.
-
تقارير أخرى حول الظروف الطبية التي حاول الدفاع استخدامها لتبرير نتائج العينة.
-
يُرجّح أن التحقيقات المصرية ستشمل أطرافًا أخرى غير رمضان صبحي.
وفي حالة إثبات التزوير، يواجه اللاعب:
● الحبس وفق قانون العقوبات المصري
● وتأييد أو تشديد العقوبات الرياضية
ما يعني أن ما كان مجرد قضية منشطات قد يتحول إلى قضية تزوير كاملة.
خلفية الصراع بين المنظمات الرياضية… كيف تضخمت الأزمة؟
القضية لم تكن مجرد ملف محلي.
بل تحولت إلى صراع خفي بين:
■ المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات
■ الوكالة الدولية وادا
■ المحكمة الرياضية الدولية
وذلك للأسباب التالية:
-
إصدار مصر قرار البراءة 2024 أثار غضب WADA.
-
المنظمة الدولية رأت أن القرار "لم يلتزم المعايير الدولية".
-
المحكمة الرياضية وجدت "تناقضًا جوهريًا" بين عينات رمضان صبحي وتقارير الدفاع.
-
الاتهامات الجديدة جعلت القضية تتوسع لتشمل شبهات تزوير.
المحصلة:
مصر الآن مطالبة بإعادة تقييم كامل لملف المنشطات محليًا بما يشمل الرقابة والشفافية.

رمضان صبحي.. من نجم الجماهير إلى أخطر أزمات حياته
قليلون هم اللاعبون الذين بدأوا مسيرتهم باهتمام إعلامي وجماهيري مثل رمضان صبحي:
-
موهبة ظهرت مبكرًا في الأهلي
-
احتراف في إنجلترا (ستوك سيتي – هدرسفيلد)
-
عودة مثيرة للجدل لبيراميدز
-
نجم إعلاني وجماهيري
-
ركيزة أساسية في المنتخب المصري فترة طويلة
لكن منذ 2022، بدأت الأزمات تطارده:
- تراجع المستوى
- توتر العلاقة مع جماهير الأهلي
- إصابات متتالية
- أزمة المنشطات
- واليوم… اتهامات بالتزوير
وكلها جعلت مسيرته تأخذ منعطفًا حادًا نحو المجهول.
تداعيات القرار… بيراميدز والمنتخب في ورطة
إيقاف لاعب بحجم رمضان صبحي على مستوى المحلي والدولي خلّف آثارًا فورية:
● بيراميدز
-
فقد أحد أهم عناصر الخبرة في الفريق
-
يحتاج لتعديل قوائم التسجيل
-
قد يطالب بتعويضات حسب بنود العقد
● منتخب مصر
-
رمضان صبحي كان أحد لاعبي الأجنحة الأساسيين
-
غيابه يؤثر على العمق الهجومي
-
الاتحاد المصري مطالب بتفسير رسمي أمام الكاف والفيفا
هل انتهت مسيرة رمضان صبحي؟
سؤال يطرحه الجميع اليوم.
الإجابة الواقعية: نعم بنسبة كبيرة، ما لم تحدث معجزة قانونية.
لأن:
-
اللاعب سيبلغ 32 عامًا عند انتهاء الإيقاف
-
اسم اللاعب أصبح مرتبطًا بقضية منشطات + تزوير
-
الأندية المصرية والأوروبية تتحفظ عادة في التعامل مع لاعبين لهم سوابق من هذا النوع
-
استعادة المستوى بعد أربع سنوات أمر شبه مستحيل
ما القادم؟
خلال الأسابيع المقبلة سيحدث الآتي:
-
تحريك بلاغات جنائية داخل مصر بشأن شبهة التزوير
-
إخطار رسمي من اتحاد الكرة بالأيقاف
-
وقف مستحقات اللاعب داخل بيراميدز
-
بدء إجراءات الطعن المحلي (غالبًا بلا جدوى)
-
احتمال مثول اللاعب للتحقيق أمام النيابة في إحدى القضايا المرتبطة بالمستندات محل الشك
المشهد يبدو مأساويًا، والصدمة الأكبر أن اللاعب كان يُعد من الجيل الذي عُوّل عليه كثيرًا لقيادة المنتخب بعد صلاح ورفاقه.
















