الفلسطينيون يستعدون لاستقبال الأسرى وجثامين الشهداء ضمن صفقة التبادل المرتقبة

تعيش الأراضي الفلسطينية حالة ترقب واحتفال ممزوجة بالأمل والحذر مع اقتراب مفاوضات القاهرة من مراحلها الحاسمة بشأن صفقة التبادل المرتقبة بين إسرائيل وحركة حماس، التي تهدف إلى وقف الحرب المستمرة في غزة منذ عامين والإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين وجثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال.
استعدادات في مختلف المدن الفلسطينية
أكد عبد الله زغاري، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، في تصريحات خاصة لغرفة تحرير معا، أن الأهالي يعيشون لحظات انتظار مؤثرة بترقب الإعلان الرسمي عن أسماء الأسرى الذين سيُفرج عنهم ضمن الصفقة، مشيرًا إلى أن اليومين القادمين سيكونان حاسمين للغاية في تحديد القائمة النهائية.
وأوضح زغاري أن الآلاف من العائلات الفلسطينية، لا سيما ذوي الأسرى المحكومين بالمؤبدات والأحكام العالية، يعيشون على أمل رؤية أبنائهم بعد عقود طويلة داخل السجون، لافتًا إلى أن المفاوضات الحالية قد تشمل إطلاق سراح نحو 250 أسيرًا من أصحاب الأحكام المؤبدة، من أصل 303 أسرى محكومين مدى الحياة في سجون الاحتلال.
أسرى ما قبل أوسلو.. 32 عامًا خلف القضبان
وبيّن رئيس نادي الأسير أن من بين هؤلاء 17 أسيرًا فلسطينيًا اعتُقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وقد أمضى جميعهم أكثر من 32 عامًا في الأسر، وهو ما يجعل الإفراج عنهم رمزًا وطنيًا وإنسانيًا كبيرًا للشعب الفلسطيني.
وشدّد زغاري على أن نادي الأسير يطالب الوسطاء الدوليين والمفاوضين بالضغط الجاد على إسرائيل للإفراج عن جميع أسرى المؤبدات وقيادات الحركة الأسيرة الذين ترفض إسرائيل إدراجهم في المرحلة الأولى من الصفقة.
نادي الأسير: لسنا طرفًا مباشرًا في المفاوضات
وفي رده على سؤال حول تواصل الجهات الرسمية مع نادي الأسير، قال زغاري:
“نحن لسنا طرفًا مباشرًا في عملية التفاوض، لكن لدينا قوائم تفصيلية بالأسرى منذ الصفقات السابقة.”
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ فعليًا بتجميع وتحضير قوائم المعتقلين الفلسطينيين الذين قد يتم الإفراج عنهم ضمن الصفقة القادمة، مؤكدًا أن الأولوية الوطنية الآن هي وقف الإبادة في قطاع غزة، وضمان انسحاب جيش الاحتلال وفتح أفق سياسي لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
أكثر من 15 ألف معتقل من قطاع غزة
وحول وضع أسرى قطاع غزة، كشف زغاري أن الاحتلال اعتقل أكثر من 15 ألف مواطن خلال الحرب المستمرة، لكنه اعترف رسميًا فقط بـ2600 معتقل صنّفهم تحت ما يُسمى “المقاتلين غير الشرعيين”، وهو وصف قانوني يستخدمه الجيش الإسرائيلي لتبرير احتجاز المدنيين دون محاكمات عادلة.
وأكد أن هؤلاء الأسرى يعيشون في ظروف قاسية جدًا داخل السجون، حيث يفتقدون لأبسط مقومات الحياة ويتعرضون لانتهاكات خطيرة وتعذيب نفسي وجسدي، مشيرًا إلى أن الأعداد الحقيقية للمعتقلين غير معروفة بدقة بسبب الإخفاء القسري من قبل سلطات الاحتلال.
724 جثمانًا محتجزًا لدى إسرائيل
وفيما يتعلق بجثامين الشهداء، أوضح زغاري أن هناك نحو 724 جثمانًا معروفًا لشهداء من الضفة الغربية وقطاع غزة ما زالوا محتجزين لدى إسرائيل، إلى جانب عدد غير معروف من شهداء غزة الذين لم يُكشف عن مصيرهم حتى الآن بسبب استمرار العمليات العسكرية.
وأكد أن نادي الأسير الفلسطيني والمؤسسات الوطنية المعنية عقدوا اجتماعات تنسيقية مع الوزارات والجهات الرسمية لوضع خطة لاستقبال الأسرى المحررين والجثامين فور إتمام الصفقة، موضحًا أنه سيتم فحص الجثامين طبيًا في رام الله قبل تسليمها إلى ذويها لإكرامها بالدفن اللائق بما يليق بتضحياتهم ونضالهم الوطني.
فرحة ممزوجة بالحزن والأمل
في المدن الفلسطينية، بدأت العائلات في تجهيز صور أبنائها وأعلام فلسطين تحسبًا لإعلان الصفقة، في مشهد يختلط فيه الفرح بالدموع. فبين من ينتظر احتضان ابنه الأسير بعد عقود، ومن يستعد لاستقبال جثمان شهيد طال انتظاره، يعيش الفلسطينيون لحظات فارقة في تاريخ قضيتهم الإنسانية والسياسية.
المفاوضات تحسم مصير الأسري
-
250 أسيرًا من أصحاب المؤبدات ضمن الصفقة المقترحة، من بينهم 17 أسيرًا ما قبل أوسلو.
-
15 ألف معتقل من غزة منذ بداية الحرب، والظروف داخل السجون “كارثية”.
-
724 جثمانًا محتجزًا لدى إسرائيل، وتستعد المؤسسات الفلسطينية لاستقبالها.
-
المفاوضات في القاهرة حاسمة خلال الساعات المقبلة لتحديد مصير الصفقة ووقف الحرب.