مخطط سري .. بين أمريكا وإسرائيل لتحويل غزة إلى مشروع عقاري وتهجير سكانها --تفاصيل

مخطط سري لسماسرة العقارات في واشنطن وتل ابيب في قطاع غزة لإقمة مشروغات عقارية
كشفت صحيفة هآرتس العبرية عن تفاصيل خطة وُصفت بالسرية، جرى إعدادها بين إسرائيل والولايات المتحدة، وتتمحور حول إخلاء قطاع غزة وتهجير سكانه، وتحويل أرضه إلى "طفرة عقارية" ضخمة، بعيدًا عن الشعارات المعلنة حول القضاء على حماس أو تحرير الرهائن.
مصالح خفية وراء العمليات العسكرية
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تحدث مؤخرًا عما أسماه "المصالح الحقيقية" خلف العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، بدءًا من "عربات جدعون 1" وصولًا إلى "عربات جدعون 2"، مؤكدًا أن الهدف لا يتعلق بمحاربة فصيل بعينه بقدر ما يرتبط بمشروعات عقارية مشتركة بين تل أبيب وواشنطن.
الصحيفة أوضحت أن صمت بنيامين نتنياهو وعدم اعتراضه على هذه التصريحات يعكس عمق الانحدار السياسي والأخلاقي داخل الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي وصفها المقال بأنها "حكومة الإرهاب".
تسوية غزة بالأرض وتحويلها إلى استثمار
وفقًا للتسريبات، فإن الخطة التي ناقشتها تل أبيب وواشنطن منذ أشهر لا تتضمن القضاء على حماس أو استعادة الرهائن، بل تتركز على تسوية المباني بالأرض وطرد سكان القطاع البالغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًا وتحويله إلى مشروع عقاري ضخم.
الدعم العسكري غير المحدود الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة، فُسر بارتباطه برغبة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في إنهاء الملف سريعًا قبل حلول ذكرى 7 أكتوبر، بعد وعود تلقاها من نتنياهو في لقاءات مغلقة.
تحالف بايدن وترامب في غزة
بحسب هآرتس، فإن طموحات إدارة ترامب لا تختلف عن إدارة جو بايدن، إذ اجتمع ممثلون عن الإدارتين حتى قبل تنصيب الرئيس الجمهوري لبحث محورين أساسيين: إخلاء غزة بالكامل، والعمل على إطلاق سراح الرهائن.
اعترافات سابقة لضابط احتياط إسرائيلي عززت هذه الرؤية، إذ أكد أن إسرائيل تقاتل من أجل مشاريع الولايات المتحدة الاقتصادية في القطاع، مشددًا على أنه "لا مشكلة حقيقية مع حماس، والجميع يعلم ذلك".
خلاف داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية
الصحيفة لفتت إلى أن نتنياهو حصل على ضوء أخضر من ترامب للشروع في "عربات جدعون 2"، لكن واجه تحديًا من رئيس الأركان إيال زامير الذي حذر مرارًا من استحالة القضاء على حماس، ومن المخاطر الكبيرة على حياة الرهائن.
ورغم هذه التحذيرات، أقنع نتنياهو الرئيس الأمريكي بدعم عملية عسكرية واسعة في غزة، متجاهلًا تقديرات المؤسسة الاستخباراتية والعسكرية، وهو ما دفع الكاتب عاموس هارئيل إلى القول إن ترامب بدأ يستشعر خداع نتنياهو بعد فشل الحرب في تحقيق نتائج ملموسة.
بطء التقدم العسكري ومأزق نتنياهو
الجيش الإسرائيلي اعتمد سياسة التقدم البطيء والحذر لتقليل الخسائر وحماية الجنود والرهائن، وهو ما يتناقض مع وعود نتنياهو وحكومته بتحقيق "نصر سريع وحاسم". وترى هآرتس أن نتنياهو يعمل على تضليل الرأي العام بوعود كاذبة حول الإفراج عن الرهائن، بينما هدفه الأساسي تدمير غزة ومحو مدنها وتهجير سكانها.
انحدار أخلاقي وسياسي
خلصت الصحيفة إلى أن الحرب الحالية تكشف الانحدار الأخلاقي والسياسي الذي تعيشه إسرائيل، وأن أي خطاب يسعى لتحويل غزة إلى مشروع عقاري على حساب أكثر من مليوني إنسان معظمهم لاجئون منذ عام 1948، هو خطاب "إجرامي" لا مكان له في أي دولة بالعالم.