مصر ترسم خطوطها الحمراء في غزة وتضع ثلاثة سيناريوهات خطيرة تهدد أمنها القومي

حددت مصر كافة السناريوهات المتوقعة للحرب علي غز يأتي ذلك ة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع غزة والصراع المستمر بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي وضعت مصر لنفسها ثلاثة سيناريوهات اعتبرتها خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها تحت أي ظرف من الظروف وهذه السيناريوهات تتمثل في تسلل أي قوات إسرائيلية إلى داخل الأراضي المصرية أو محاولة تهجير جماعي للفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء أو تعرض الأراضي المصرية لأي هجوم عسكري إسرائيلي مباشر وكل سيناريو من هذه السيناريوهات يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي المصري ويدفع القاهرة لاتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة
الاستعداد المسبق والتجهيز لمواجهة أي طارئ قد يحدث
بحسب ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية فإن القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ترى أن الحكومة الإسرائيلية لا تملك أي نية حقيقية لإنهاء الحرب القائمة بل تسعى إلى إطالة أمدها مما يجعل السيناريوهات الثلاثة أقرب إلى الواقع ويزيد من احتمالية وقوعها الأمر الذي دفع القاهرة إلى الاستعداد المسبق والتجهيز لمواجهة أي طارئ قد يحدث
خطة شاملة للتعامل مع أي موجات محتملة من الهجرة الفلسطينية القادمة
وفي هذا السياق كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر عسكرية مصرية أكدت أن القوات المسلحة المصرية وضعت خطة شاملة للتعامل مع أي موجات محتملة من الهجرة الفلسطينية القادمة من قطاع غزة نحو الأراضي المصرية وتقوم الخطة على ضوابط صارمة أبرزها عدم استخدام الرصاص الحي ضد أي فلسطيني يقترب من الشريط الحدودي بل التعامل مع الموقف ضمن إطار إنساني بحت مع اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية التي تضمن ضبط الحدود وعدم السماح بأي خرق من شأنه تهديد الاستقرار
التهجير الجماعي خطرا مباشرا لا يقل عن أي هجوم عسكري
وأوضحت المصادر أن مصر تعتبر التهجير الجماعي خطرا مباشرا لا يقل عن أي هجوم عسكري إذ إن انتقال مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى سيناء قد يؤدي إلى تغيير ديمغرافي وأمني واسع النطاق لذلك فإن القاهرة تستعد لتنفيذ خطة تصعيد عسكري خلال 72 ساعة فقط في حال ظهور أي محاولة إسرائيلية لدفع الفلسطينيين نحو الحدود هذه الخطة تشمل مضاعفة أعداد الجنود المنتشرين في المنطقة ونقل أسلحة ثقيلة بالإضافة إلى إرسال طائرات حربية ومعدات متطورة إلى سيناء لإيصال رسالة واضحة لتل أبيب بأن القاهرة لن تسمح بتمرير هذا السيناريو
مصر تملك أوراقا سياسية وأمنية قوية تجعلها قادرة على فرض معادلات جديدة في المنطقة
وأكدت المصادر أن القاهرة تراهن على أن استعراض القوة بهذا الشكل سيكون رادعا لإسرائيل وسيجعلها تفكر مليا قبل الإقدام على أي خطوة من شأنها دفع الفلسطينيين باتجاه سيناء خاصة أن مصر تملك أوراقا سياسية وأمنية قوية تجعلها قادرة على فرض معادلات جديدة في المنطقة
مصر تسعى من خلال عدة محاور إلى حماية أمنها القومي
وبالتوازي مع هذه التحركات الميدانية كثفت القاهرة اتصالاتها الدبلوماسية مع واشنطن وعبرت بشكل واضح عن استيائها من التسريبات الإسرائيلية المتكررة التي تزعم وجود عمليات تهريب أسلحة إلى حركة حماس عبر الطائرات المسيرة هذه الادعاءات التي نفتها مصر مرارا اعتبرتها القاهرة غير منطقية تماما في ظل مستوى التنسيق الأمني والعسكري القائم بين مصر وإسرائيل على طول الحدود
ويشير مراقبون إلى أن مصر تسعى من خلال هذه التحركات إلى حماية أمنها القومي وفي الوقت نفسه الحفاظ على التوازن الدقيق في علاقتها مع واشنطن وتل أبيب فهي لا تريد الانجرار إلى مواجهة مباشرة لكنها ترفض أي محاولة إسرائيلية لفرض واقع جديد على حدودها الجنوبية كما أنها تعتبر أن فتح باب التهجير نحو سيناء بمثابة إعلان حرب على مصر لأنها ستتحمل تبعات إنسانية وسياسية وأمنية ضخمة لا يمكن القبول بها
تحديات تواجهها القاهرة في ظل اشتعال الحرب في غزة وتداعياتها المحتملة
وتبرز أهمية الموقف المصري في كونه يعكس حجم التحديات التي تواجهها القاهرة في ظل اشتعال الحرب في غزة وتداعياتها المحتملة على المنطقة ككل فمصر التي لعبت دائما دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل تجد نفسها اليوم أمام اختبار حقيقي للحفاظ على أمنها القومي وسيادتها الوطنية من جهة ولمنع وقوع كارثة إنسانية جديدة من جهة أخرى
مصر مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات و لن تسمح بتمرير أي مشروع إسرائيلي
إن الخطوط الحمراء التي وضعتها مصر تؤكد أنها مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات وأنها لن تسمح بتمرير أي مشروع إسرائيلي يستهدف تهجير الفلسطينيين أو المساس بأمنها القومي وهو ما يجعل الموقف المصري عاملا أساسيا في أي معادلة قادمة تخص مستقبل الحرب في غزة والمنطقة بأسرها