رسميا.. افي تقرير رسمي : لأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة

أصدرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة والمكلفة من مجلس حقوق الإنسان تقريرًا عاجلًا اعتبرت فيه أن إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" في قطاع غزة. التقرير وصفه مراقبون بأنه سابقة خطيرة من شأنها أن تفتح الباب أمام محاسبة دولية واسعة، خاصة مع تصاعد الانتقادات لسياسات الاحتلال العسكري وتداعياتها الإنسانية.
تفاصيل تقرير الأمم المتحدة
التقرير الأممي أكد أن التصريحات الرسمية الصادرة عن السلطات الإسرائيلية تمثل "دليلا مباشرا على نية الإبادة الجماعية"، وهو ما يشكل قرينة قانونية مهمة في توصيف الجرائم وفقًا للقانون الدولي. وأشار إلى أن السياسات والممارسات المتبعة في غزة لم تقتصر على العمليات العسكرية فحسب، بل شملت إجراءات منهجية استهدفت السكان المدنيين وأدت إلى دمار واسع النطاق.
دعوة للمجتمع الدولي
اللجنة طالبت دول العالم بـ"الوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية لوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها"، محذرة من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والقانونية. وأضافت أن الصمت الدولي لم يعد مقبولا في ظل الأعداد المتزايدة للضحايا والدمار الشامل للبنية التحتية.
استناد إلى أدلة وشهادات
وبحسب ما أوردته شبكة "سي إن إن"، فقد استند التقرير إلى مجموعة واسعة من الأدلة الميدانية والشهادات الموثقة من داخل القطاع، مشيرًا إلى أن ما يحدث يرقى إلى مستوى "الإبادة الجماعية" وفق معايير القانون الدولي، لا سيما اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.
رد إسرائيلي غاضب
في المقابل، سارع السفير الإسرائيلي في جنيف إلى رفض التقرير واصفًا إياه بـ"المشين والكاذب"، مؤكدًا أن اللجنة "تتجاهل السياق الأمني وتُسيس عملها". كما اعتبر أن الاتهامات "لا أساس لها من الصحة وتهدف فقط إلى تشويه صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي".
تداعيات سياسية وقانونية
من المتوقع أن يثير التقرير الأممي جدلًا واسعًا داخل أروقة الأمم المتحدة، خاصة في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، إذ سيعيد طرح ملف الحرب على غزة ضمن إطار قانوني يضع إسرائيل أمام اتهام مباشر بارتكاب واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية. كما أن هذا التطور قد يدفع بعض الدول إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة لوقف الدعم العسكري أو السياسي لإسرائيل.
المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي
تقرير الأمم المتحدة الأخير يمثل صفعة قوية لإسرائيل ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي: هل سيترجم هذا الاعتراف إلى خطوات عملية لمحاسبة مرتكبي الجرائم، أم سيظل حبيس البيانات السياسية دون أثر فعلي على الأرض؟ المؤكد أن ما حدث سيعيد تشكيل النقاش العالمي حول الحرب في غزة ويزيد من عزلة إسرائيل في المحافل الدولية.