دعوة مسيحية موحدة
تواضروس الثاني وبابا الفاتيكان يطالبان بوقف فوري للحرب على غزة وإنهاء المأساة الإنسانية

في خطوة تاريخية تعكس موقفًا إنسانيًا وأخلاقيًا موحدًا من أكبر رمزين دينيين في العالم المسيحي، دعا البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والبابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان المنتخب حديثًا، إلى وقف فوري للحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وذلك خلال أول اتصال هاتفي جمع بينهما منذ تنصيب البابا الكاثوليكي في الثامن عشر من مايو الماضي.
الكنيسة المصرية، في بيان رسمي صدر مساء السبت، أوضحت أن البابا تواضروس الثاني قد هنأ البابا ليو الرابع عشر بمناسبة انتخابه، قبل أن يتناول الحديث بين الطرفين المأساة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، والتي وصفها البيان بـ"الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة"، مؤكدًا على "ضرورة الوقف الفوري للعدوان والدمار والتجويع والتهجير الذي يتعرض له الفلسطينيون، خاصة النساء والأطفال".
رفض مسيحي لما يجري من قتل وتجويع وتدمير ممنهج في غزة
وشدد الجانبان على رفضهما الكامل لما يجري من قتل وتجويع وتدمير ممنهج في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مع التأكيد على أن الحرب القائمة تتجاهل بشكل فاضح النداءات الدولية المتكررة، وأوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف الهجمات التي باتت تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، معظمهم أصبحوا بلا مأوى أو غذاء أو دواء.
ويُعد هذا الاتصال أول تواصل مباشر بين زعيمي الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية منذ انتخاب بابا الفاتيكان الجديد، مما يضفي أهمية رمزية كبرى على هذا الموقف المشترك، الذي يُعد بمثابة نداء مسيحي عالمي للضمير الإنساني والدولي، للوقوف في وجه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وجوب إنهاء العدوان ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني
وكان البابا ليو الرابع عشر قد أطلق عدة دعوات خلال عظاته منذ توليه المنصب، مطالبًا بوقف الحرب على غزة وإنهاء الحصار الجائر، كما أن الكنيسة المصرية شددت مرارًا وتكرارًا على وجوب إنهاء العدوان ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وبحسب بيان الكنيسة المصرية، فإن العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكثر من 9 أشهر، أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 180 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، بالإضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية والمستشفيات والمدارس والمنازل، مما أدى إلى تشريد حوالي 1.5 مليون إنسان من أصل 2.4 مليون هم سكان القطاع المحاصر.
رسالة تعبر عن موقف أخلاقي ومسؤول في وجه الصمت الدولي والتخاذل السياسي
رسالة إنسانية سامية حملها هذا الاتصال بين القطبين الدينيين، تعبر عن موقف أخلاقي ومسؤول في وجه الصمت الدولي والتخاذل السياسي وتؤكد أن غزة ليست وحدها، وأن أصواتًا من قلب العالم المسيحي ترفض أن تُرتكب المجازر باسم المصالح السياسية أو التواطؤ الدولي.