القمة العربية الطارئة في القاهرة ومصير غزة تحت المجهر

ا ستعدادات متسارعة لانعقاد القمة العربية الطارئة وسط تكهنات بشأن خطة مصرية لإدارة غزة
تتجه أنظارالمواطن العربي، مساء اليوم الثلاثاء، نحو العاصمة المصرية القاهرة، حيث تعقد القمة العربية الطارئة بحضور قادة الدول العربية لمناقشة تداعيات الحرب على قطاع غزة والمقترح المصري لإدارة القطاع في المرحلة المقبلة. وتأتي هذه القمة في ظل أوضاع متوترة، وسط تسريبات إعلامية حول الخطة المصرية التي يُتوقع أن تكون محور المناقشات الرئيسية.
وصول القادة العرب إلى القاهرة قبل ساعات من انطلاق القمة
منذ مساء الإثنين، بدأت الوفود الرسمية بالتوافد إلى القاهرة، استعدادًا لعقد القمة التي تهدف إلى بلورة موقف عربي موحد بشأن الوضع في غزة، ووضع آلية للتعامل مع السيناريوهات المطروحة لإدارة القطاع، بعد الدمار الهائل الذي خلفته الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وبحسب البرنامج الذي وزعته جامعة الدول العربية، فمن المقرر أن يفتتح القمة كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للجامعة. وسيتم عقد جلسات مغلقة بين القادة لمناقشة أبرز المستجدات ووضع اللمسات الأخيرة على البيان الختامي.
الخطة المصرية البديلة لإدارة غزة محور المناقشات
تتصدر الخطة المصرية لإدارة غزة النقاشات، وسط حديث عن بديل عربي لمقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أثار جدلًا واسعًا بعد اقتراحه نقل سكان القطاع إلى الدول المجاورة وإعادة إعمار غزة برؤية أمريكية-إسرائيلية.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية أن الخطة المصرية تتضمن تشكيل "لجنة إدارة غزة"، والتي ستكون لجنة مستقلة مكونة من شخصيات غير فصائلية (تكنوقراط)، وتعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية. وسيتم تكوين هذه اللجنة خلال المرحلة الحالية تمهيدًا لعودتها الكاملة إلى القطاع، لتولي إدارته لفترة انتقالية مدتها ستة أشهر، بقرار فلسطيني-عربي.
كما تشمل الخطة، التي تساندها كل من مصر والأردن، العمل على تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرهم داخل القطاع، في خطوة تهدف إلى استعادة الأمن والاستقرار الداخلي.
تكلفة إعادة الإعمار تتجاوز 53 مليار دولار
يشير تقرير للأمم المتحدة إلى أن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة تقدر بأكثر من 53 مليار دولار، مما يطرح تساؤلات حول كيفية توفير التمويل اللازم لبدء عملية إعادة البناء في ظل الظروف السياسية الراهنة.
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال لقائه مع نظرائه العرب في القاهرة، أن الخطة المصرية جاهزة، وهي بانتظار عرضها على القادة العرب لإقرارها خلال القمة.
رفض عربي لخطة ترامب وسط تمسك ببقاء الفلسطينيين على أرضهم
وكانت مصر قد أكدت في وقت سابق، إلى جانب كل من قطر والولايات المتحدة، أن رؤيتها لإعادة إعمار غزة تضمن بقاء الفلسطينيين داخل أراضيهم، رافضة أي مخططات لإجبارهم على مغادرة القطاع.
وفي المقابل، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعرب عن تأييده العلني لخطة ترامب، قائلاً إن الوقت قد حان لإعطاء سكان غزة فرصة للمغادرة، وهو ما قوبل برفض فلسطيني وعربي ودولي واسع.
الملفات الأخرى المطروحة في القمة
كما تناقش القمة العربية ملف إدارة غزة، بالأضافة الي قضايا أخرى تتعلق بوقف إطلاق النار، وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، وآليات الحماية الدولية للفلسطينيين. كما ستتم مناقشة الدور العربي في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، لضمان استقرار الأوضاع في القطاع بعد انتهاء مرحلة الحرب.
ترقب للبيان الختامي وما ستؤول إليه القمة
من المتوقع أن يصدر عن القادة العرب ببيان ختامي يعكس الموقف العربي المشترك تجاه الأزمة، في ظل الانقسامات الإقليمية والمواقف المتباينة من بعض الأطراف الدولية. ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح القمة في بلورة رؤية عربية موحدة تنهي معاناة الفلسطينيين في غزة؟ الشعوب العربية في أنتظار موقف عربي موحد