لماذا لم يتصل ترامب بالرئيس عبد الفتاح السيسي؟ تفاصيل مثيرة حول كواليس الموقف

شهدت الساحة السياسية والإعلامية أمس حالة من التساؤلات بشأن عدم إجراء المكالمة الهاتفية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي كان مقررًا لها أن تتم يوم الأحد. جاء الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الإلغاء من خلال تصريحات مثيرة للخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج.
موقف الشعب المصري يحسم القرار
أوضح اللواء سمير فرج أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان ينوي التواصل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لمناقشة اقتراح نقل سكان غزة إلى الأراضي المصرية، إلا أن الرفض الشعبي المصري القاطع لهذا المخطط كان السبب الرئيسي وراء إلغاء المكالمة.
وأكد اللواء فرج أن الشعب المصري بمواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية رفض بشدة هذا الاقتراح، مما جعل ترامب يتراجع عن إجراء المكالمة، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي دائمًا ما يعبر عن رغبة الشعب المصري ومواقفه الوطنية.
تصريحات ترامب وأبعاد الاقتراح
في حديثه مساء السبت، أعلن ترامب أنه ناقش مع ملك الأردن عبد الله الثاني إمكانية نقل سكان قطاع غزة إلى الدول المجاورة. وأكد نيته الحديث مع الرئيس السيسي في اليوم التالي حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن الاقتراح يشمل تهجير ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني كجزء من خطة لحل الأزمة في غزة.
رفض مصر تهجير الفلسطينيين: موقف ثابت لا يتغير
في السياق ذاته، سلط اللواء سمير فرج الضوء على موقف مصر التاريخي الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وأشار إلى اللقاء الذي جمع بين الرئيس السيسي ووزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن في أكتوبر 2023 بعد اندلاع القتال بين حركة حماس وإسرائيل.
وأوضح أن الرئيس السيسي، خلال هذا اللقاء الذي تم بثه على الهواء مباشرة، أكد رفض مصر القاطع للمخططات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، معتبرًا ذلك تصفية للقضية الفلسطينية وإجهاضًا لحقوق الشعب الفلسطيني.
بيان رسمي من الخارجية المصرية
مساء الأحد، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا شديد اللهجة أكدت فيه تمسك مصر بثوابتها بشأن التسوية السياسية للقضية الفلسطينية. جاء في البيان أن القضية الفلسطينية "تظل القضية المحورية في الشرق الأوسط"، وأن تأخر حلها هو السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة.
كما شددت الخارجية على رفض مصر التام لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو دائم، مشيرة إلى أن هذه المحاولات تُهدد الاستقرار الإقليمي وتفتح الباب أمام تمدد الصراعات.
المجتمع الدولي وحل الدولتين
في نهاية البيان، دعت الخارجية المصرية المجتمع الدولي إلى الالتزام بحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الذي يضمن حقوق الفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، بما يشمل القدس الشرقية. وأكدت أهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه من التمسك بأرضه ومواجهة المخططات الرامية إلى تهجيره.
رسالة قوية للعالم
موقف مصر الرافض لأي مساس بحقوق الفلسطينيين أو تهجيرهم يعكس التزامها التاريخي بدعم القضية الفلسطينية. ويأتي تراجع ترامب عن الاتصال بالرئيس السيسي كمؤشر على قوة الإرادة الشعبية المصرية وقدرتها على التأثير في القرارات الدولية.